الثلاثاء، 6 مايو 2014

سيكولوجية اللعب عند الأطفال





يشكل اللعب مادة هامة جدا في التنشئة الاجتماعية على مختلف مستوياتها فاللعب تعبير عن الحياة الاجتماعية والألعاب تعبير عن تاريخ المجتمع وثقافته والألعاب هي وسيط لنقل هذه الثقافة إلى جيل الغد كان اللعب دوما كما الألعاب مناسبات فعالة كي يمارس الطفل فيها ذاته ويجد مكانته ويظهر قدراته بين أقرانه وكانت بالتالي مناسبة هامة جدا لبلورة الهوية الذاتية وتعزيز الانتماء إلى تاريخ وثقافة وتراث أصيل ويعزز من قيمة الألعاب أنها تشكل أداة وقناة هامتين لشغل المآزم النفسية فالطفل لا يلعب عبثا انه يلعب ليستمتع ويروح عن نفسه ويفرج ضغوطاته ويشغل على حل مآزمه النفسية ويلعب أخيرا ليتدرب على الأدوار الاجتماعية .

لمرحلة الطفولة أهمية خاصة كونها تشكل الدعامة الأساسية التي يبنى عليها مستقبل الفرد من خلال إمكانية التنبؤ بخصائص شخصيته اعتمادا على الخبرات المبكرة في حياته، لان الطفولة تمثل الحجر الأساس في بنية شخصية الفرد واستقراره الانفعالي وعلاقته الاجتماعية التي تتأثر بالبيئة، ونمط التربية التي ينشأ عليها ويترعرع مراهقا حتى يصبح فردا له إمكانية في المجتمع.الطفولة تمتد سنوات عديدة لا تقل عن اثني عشر سنة ،كل المخلوقات الحية، من بشر وحيوانات وطيور، تحب اللعب، ومع أن اللعب يختلف من جنس إلى آخر، وبين ثقافة وأخرى وجيل وآخر، لكنه عالمي، بمعنى أنه مشترك بين البشر

يعد اللعب من أهم الأنشطة التي يمارسها الطفل فتاستهويه وثم تثير تفكيره وتوسع خياله ويسهم بدور حيوي في تكوين شخصية الطفل بأبعادها وسماتها المختلفة وهو وسيط تربوي مهم يعمل على تعليمه ونموه ويشبع احتياجاته ويكشف أمامه أبعاد العلاقات الاجتماعية والتفاعلية القائمة بين الناس وهو عامل أساسي في تعليم وتنمية التفكير بإشكاله المختلفة

ويعد اللعب وسيلة لإعداد الطفل للحياة المستقبلية وهو نشاط حر وموجه يكون على شكل حركة او عمل يمارس فرديا او جماعيا ويستغل طاقة الجسم العقلية والحركية ويمتاز بالسرعة والخفة لارتباطه بالدوافع الفرد الداخلية ولا يتعب صاحبه وبه يتمثل المعلومات جزءا من حياته ولا يهدف الا إلى الاستمتاع

واللعب لا يختص بالطفولة فقط فهو يلازم أشد الناس وقاراً ويكاد يكون موجوداً في كل نشاط أو فاعلية يؤديها الفرد يقول فولكييه : (( لا يزال اللعب بزوال الطفولة فالراشد نفسه لا يمكن أن يقوم بفاعلية هائلة إلا إذا اشتغل وكأنه يلعب ))

لقد عبر روسو في آرائه التربوية في التربية والتعليم بقوله ( لكي نربي الأطفال تربية سليمة وصحيحة ينبغي على المربين دراسة الأطفال ودراسة عالمهم وميولهم من خلال ملاحظة ما يقومون به من العاب وممارسات يومية كذلك ان التربية يجب ان ترضي الرغبات والميول )

مما لا شك فيه أن الطفل يقضي معظم ساعات يقظته في اللعب، بل قد يفضله أحياناً على ‏النوم والأكل فهو أكثر أنشطة الطفل ممارسة وحركة. فمن خلاله يتعلم الطفل مهارات جديدة ‏ويساعده على تطوير مهاراته القديمة، إنه ورشة اجتماعية يجرب عليها الأدوار الاجتماعية ‏المختلفة وضبط الانفعالات والتنفيس عن كثير من مخاوف الأطفال وقلقهم سواء تم ذلك اللعب ‏بمفرده أو مع أقرانه، وكان أفلاطون أول من أشار في كتابه laws

إلى اللعب وقال يجب ان يكون ضمن تعلم الأطفال وخاصة في المراحل الأساسية لما لها من قيم علمية كبيرة

كما أشار لها علماء النفس والمختصين في ثقافة الطفل وتعليمه اللعب ضرورة وحاجة فلابد لهذه الحاجة من ان تلبى

كما اللعب سلوكا فطريا في حياة الطفل كما يؤثر اللعب في التوازن الانفعالي للطفل فان إشباع حاجة الطفل باللعب أمر تربوي ونفسي وعقلي سواء كان ذلك في الأسرة او الحضانة او الروضة او في المدرسة كما يساعد اللعب على تهذيب الغرائز العدوانية واللعب من متطلبات النمو الضرورية للطفولة الذي يعد ضروريا لنموهم ومتنفسا عن طاقاتهم وامتصاصا لانفعالاتهم وتخفيفا لتوتراتهم النفسية



- مفهوم اللعب play

إن اللعب بالنسبة إلى الطفل، هو عمل، إذ إنه يمنح القوة والثقة بالنفس ويوسع من مداركه اللعب يوسع آفاق الطفل فيبدو أكبر من سنه فالوقت الذي يمضيه الطفل في اللعب هو وقت مستغَل جيداً، وليس وقتاً ضائعاً. لذا واجبك كأم أن تدعي طفلك يلعب.

فكل ما لا يستطيع الطفل القيام به في الحياة الحقيقية، يمكن أن يعمله أثناء اللعب، مثل القيام بدور الأب، أو ضابط شرطة، أو الطبيب، أو قيادة سيارة أو طائرة، أو قراءة كتاب أو بناء أبراج عالية.. إلخ وقد عرفه كل من :


- عرفه كود في قاموس التربية( Good 1970 ) 

اللعب أنه (نشاط موجه ( directed ) أو غير موجه ( free ) يقوم به الأطفال من أجل تحقيق المتعة والتسلية ويستغله الكبار عادة ليسهم في تنمية سلوكهم وشخصياتهم بأبعادها المختلفة العقلية والجسمية والوجدانية ( Good.1970) 

- عرفه فاخر عاقل كما ورد في معجم العلوم النفسية 1988

فاعلية يجربها الفرد او الجماعة للمتعة فقط ودون أي حافز اخر

اللعب : نشاط سلوكي مهم يؤدي دورا رئيسا في تكوين شخصية الفرد وتاكيد تراث الجماعة ويشكل بالنسبة للاطفال لونا مسيطرا من الوان نشاطهم اليومي .

•- عرفه شابلن ( chaplin 1970 ) في قاموس علم النفس

وهو نشاط يمارسه الناس أفراداً أو جماعات بقصد الاستمتاع ودون أي دافع آخر

عرفه عدس ومصلح ( 1980 اللعب في كتابهما ( رياض الأطفال ) على أنه :

( استغلال طاقة الجسم الحركية في جلب المتعة النفسية للفرد ولا يتم اللعب دون طاقة ذهنية أيضاً )

-عرفه جان بياجيه اللعب على أنه :

( عملية تمثل ( Assimilation ) تعمل على تحويل المعلومات الواردة لتلائم حاجات الفرد 0 فاللعب والتقليد والمحاكاة جزء لا يتجزأ من عملية النماء العقلي والذكاء )



•- مفهوم الطفل لغةً :

من الفعل الثلاثي طَفَلَ ، والطَّفل: هو النبات الرخص، والرخص الناعم والجمع أطفال وطفول .والطفل والطفلة: الصغيران.

والصبي يدعى طفلاً حين يسقط من بطن أمه إلى إن يحتلم

وجاء في المعجم الوسيط: 

الطفل : الرخص الناعم الرقيق والطفل المولود ما دام ناعماً رخصاً ، والجمع طفولة وأطفال.

وفي التنزيل العزيز : {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }النور59

وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ }الحج5 ،

قوله تعالى {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31 وهو الولد حتى البلوغ .

- مفهوم الطفل اصطلاحا

الطفل : هو " عالم من المجاهيل المعقدة كعالم البحار الواسع الذي كلما خاضه الباحثون ، كلما وجدوا فيه كنوزاً وحقائق علمية جديدة . لا زالت متخفية عنهم وذلك لضعف وضيق إدراكهم المحدود من جهة ، واتساع نطاق هذا العالم من جهة أخرى"

- أشكال اللعب

تتنوع أنشطة اللعب عند الأطفال من حيث شكلها ومضمونها وطريقتها وهذا التنوع يعود إلى الاختلاف في مستويات نمو الأطفال وخصائصها في المراحل العمرية من جهة وإلى الظروف الثقافية والاجتماعية المحيطة بالطفل من جهة أخرى وعلى هذا يمكننا أن نصنف نماذج الألعاب عند الأطفال إلى الأشكال الآتية :
- الألعاب التلقائية :

تمثل الأشكال الأولية للعب وفيه تغيب القواعد والمبادئ المنظمة للعب وهو في معظمها انفراديا يلعب الطفل فيه كلما رغب ومعظم هذه الألعاب هي استقصائية واستكشافية تتنوع أنشطة اللعب عند الأطفال من حيث شكلها ومضمونها وطريقتها وهذا التنوع يعود إلى الاختلاف في مستويات نمو الأطفال وخصائصها في المراحل العمرية من جهة وإلى الظروف الثقافية والاجتماعية المحيطة بالطفل من جهة أخرى وعلى هذا يمكننا أن نصنف نماذج الألعاب عند الأطفال إلى الفئات التالية :

•- العاب تمثيل الأدوار :

يعتمد هذا النوع من الألعاب على خيال الأطفال الأوسع ومقدراتهم الإبداعية وفيها يتم تقمص الأطفال لشخصيات الكبار مقلدين سلوكهم وهنا يعكس الأطفال نماذج الحياة الإنسانية والمادية المحيطة بهم


•- الألعاب الترويحية والرياضية :

يشمل هذا النوع من الألعاب جميع الأنشطة التي يقوم بها الأطفال والتي تنقل من جيل الى جيل ومنها الألعاب الشعبية والتراثية .

•- الألعاب الإلهامية :

من أكثر الألعاب شيوعا في عالم الطفولة المبرة وهي من الألعاب الشعبية فيها يتعامل الطفل مع المواد او المواقف كما لو أنها تحمل خصائص أكثر مما تتصف به الواقع

•- الألعاب التربوية : تعد الألعاب التربوية من الوسائل التي تجعل المتعلم نشيطا وفعالا أثناء اكتسابه للحقائق والمفاهيم والمبادئ والعمليات في مواقف تعليمية قريبة او شبيهة بالواقع وذلك بتفاعله مع المواد التعليمية او مع غيره من المتعلمين لتحقيق الأهداف.

وتلعب المواد التعليمية دورا مهما في العملية التعليمية كوسائل لتجسيد المفاهيم المجردة وقد تكون هذه الوسائل على شكل مواد متنوعة تعرض المعلومات للمتعلم مثل الكتاب المقرر او الفيلم التعليمي او البرنامج التعليمي ممكن تكون على شكل أجسام مختلفة الأشياء الحية او المصطنعة قد تكون نماذج مختلفة وتعتمد معظم الألعاب التربوية في تحقيقها للأهداف على عنصر المنافسة ويكون ذلك بين فرد وأخر او بين مجموعة وأخرى احد هذه الألعاب لعبة الشطرنج المعروفة استعملها الهنود قبل أكثر من قرن ونصف كما تم تطوير هذه الألعاب في القرن التاسع عشر من قبل البروسين الذين استعملوا لعبة الشطرنج واستبدلوا مواد هذه اللعبة بالجنود والضباط كما استعمل الألعاب التربوية في المدارس والمؤسسات التربوية كما تشير عديد من الدراسات ان الألعاب التربوية تعد من الوسائل التعليمية ذات فائدة تحقق نجاحا كبيرا .العبادي 1997)

ويعد فروبل من أوائل من أكدوا على الألعاب التعليمية حيث صمم أدوات ومستلزمات واستعملها في روضته كما منتسوري طورت أجهزتها في تعليم المتخلفين

•- الألعاب الفنية :

هي إحدى أنواع الألعاب التركيبية وتعد من الأنشطة الفنية التعبيرية التي تنبع من الوجدان والتذوق الجمالي ومنها الرسم بالمواد المختلفة ضمن الألعاب الفنية رسوم الأطفال التي تعبر عن التألق الإبداعي عند الأطفال الذي يتجلى بالخربشة أو الشخطبة scripling هذا والرسم يعبر عما يتجلى في عقل الطفل لحظة قيامه بهذا النشاط 0 ويعبر الأطفال في رسومهم عن موضوعات متنوعة تختلف باختلاف العمر 0 فبينما يعبر الصغار في رسومهم عن أشياء وأشخاص وحيوانات مألوفة في حياتهم نجد أنهم يركزون أكثر على رسوم الآلات والتعميمات ويتزايد اهتمامهم برسوم الأزهار والأشجار والمنازل مع تطور نموهم

•- الألعاب الاستطلاعية الاستكشافية :

يشمل هذا النوع من الألعاب كل عملية يقوم بها الطفل لمعرفة المكونات التركيبية لشيء ما وكيف يعمل ذلك الشيء .


•- الألعاب اللغوية:

تمثل نشاطا مميزا يحكمه قواعد موضوعة وله بداية محددة وكذلك نهاية محددة من خلالها يمكن تنمية كفاءة الاتصال اللغوي بين الأطفال وتدريبهم على الاستخدام الصحيح لكثير من أدوات اللغة حروفا او أسماء او أفعالا كما أنها تمنح فرص الإبداع اللغوي عن طريق التدريبات الشفوية الحرة .

•- الألعاب العلاجية :

وهي أوجه النشاط المختلفة التي توجه للأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية مختلفة لتخليصهم مما يعانون

•- الألعاب التركيبية البنائية :

يمثل هذا النوع العاب البناء والتشييد بالطرق والمواد المختلفة يظهر هذا الشكل من أشكال اللعب في سن الخامسة أو السادسة حيث يبدأ الطفل وضع الأشياء بجوار بعضها دون تخطيط مسبق فيكتشف مصادفة أن هذه الأشياء تمثل نموذجاً ما يعرفه فيفرح لهذا الاكتشاف ومع تطور الطفل النمائي يصبح اللعب أقل إيهامية وأكثر بنائية على الرغم من اختلاف الأطفال في قدراتهم على البناء والتركيب 


•- الألعاب الثقافية :

من خلال هذه الألعاب يكتسب الطفل معلومات ومعارف وخبرات متنوعة ويدخل ضمنها الأنشطة القصصية المختلفة كالمطالعة والكتابة . هي أساليب فعالة في تثقيف الطفل حيث يكتسب من خلالها معلومات وخبرات 0
ومن الألعاب الثقافية القراءة والبرامج الموجهة للأطفال عبر الإذاعة والتلفزيون والسينما ومسرح الأطفال وسنقتصر في مقامنا هذا على القراءة 0
إن الطفل الرضيع في العام الأول يجب أن يسمع غناء الكبار الذي يجلب له البهجة وفي العام الثاني يحب الطفل أن ينظر إلى الكتب المصورة بألوان زاهية ويستمتع بالقصص التي تحكي عن هذه الصور هذا إلى جانب ذلك تعد القراءة خبرة سارة للطفل الصغير وخاصة إذا كان جالساً في حضن أمه أو شخص عزيز عليه كما يقول جيرسيلد 0 ويمكن تبين الميل نحو القراءة عند الأطفال في سن مبكرة حيث تجذبهم الكتب المصورة والقصص التي يقرؤها الكبار لهم ويحب الطفل في هذه السن الكتب الصغيرة ليسهل عليه الإمساك بها 
وغالباً ما يميل الأطفال الصغار إلى القصص الواقعية بينما أن اتجاه الأم نحو الخيال له تأثير هام في تفضيل الطفل للقصص الواقعية أو الخيالية 0 ويفضل معظم الصغار القصص التي تدور حول الأشخاص والحيوانات المألوفة في حياتهم ويميلون إلى القصص الكلاسيكية مثل ( سندريلا - وعلي بابا والأربعين حرامي ) كما يميلون إلى القصص العصرية التي تدور حول الفضاء والقصص الفكاهية والدرامية 0 ويميلون أيضاً في سنوات ما قبل المدرسة بسبب ما يتصفون به من إحيائية animism إلى القصص التي تدور حول حيوانات تسلك سلوك الكائنات الإنسانية .



- فوائد اللعب وقيمته
" اللعب للأطفال كالماء للإنسان ، فالطفل بحاجة الى اللعب وإياك أن تحرمه من تلك ألمتعه" ساحات لعب الأطفال أماكن يرسم فيها خطوط عريضة من شخصياتهم وأبعاد طويلة من تفكيرهم قد يصل إلى ترسيخ نواح عَقَدية في نفوسهم، وهو ضرورة من ضروريات مرحلة الطفولة ." واللعب في الطفولة وسيط تربوي هام يعمل على تكوين الطفل في هذه المرحلة الحاسمة من النمو الإنساني 0 ولا ترجع أهمية اللعب إلى الفترة الطويلة التي يقضيها الطفل في اللعب فحسب بل إلى أنه يسهم بدور هام في التكوين النفسي للطفل وتكمن فيه أسس النشاط التي تسيطر على التلميذ في حياته المدرسية 0
يبدأ الطفل بإشباع حاجاته عن طريق اللعب حيث تتفتح أمام الطفل أبعاد العلاقات الاجتماعية القائمة بين الناس ويدرك أن الإسهام في أي نشاط يتطلب من الشخص معرفة حقوقه وواجباته وهذا ما يعكسه في نشاط لعبه ، ويتعلم الطفل عن طريق اللعب الجمعي الذاتي واللعب مدخل أساسي لنمو الطفل عقلياً ومعرفياً وليس لنموه اجتماعياً وانفعالياً فقط ، ففي اللعب يبدأ الطفل في تعرف الأشياء وتصنيفها ويتعلم مفاهيمها ويعمم فيما بينها على أساس لغوي ،وهنا يؤدي نشاط اللعب دوراً كبيراً في النمو اللغوي للطفل وفي تكوين مهارات الاتصال لديه.

- نستعرض فوائد اللعب وقيمة كما يأتي :

•- القيمة التربوية :

حيث يعرف الطفل من خلال اللعب الأشكال المختلفة والألوان والأحجام لا يكتسب اللعب قيمة تربوية إلا إذا استطعنا توجيهه على هذا الأساس لأنه لا يمكننا أن نترك عملية نمو الأطفال للمصادفة 0 فالتربية العفوية Laissez Faire التي اعتمدها روسو لا تضمن تحقيق القيمة البنائية للعب وإنما يتحقق النمو السليم للطفل بالتربية الواعية التي تضع خصائص نمو الطفل ومقومات تكوين شخصيته في نطاق نشاط تربوي هادف 0 وقد أجريت دراسات تجريبية على أطفال من سن 5-8 سنوات في ( 18 ) مدرسة ابتدائية وروضة أطفال منها (6) مدارس تجريبية تقوم على استخدام نشاط اللعب أساساً وطريقة للتعليم وقد تراوح وقت هذا النشاط ما بين ساعة إلى ساعة ونصف الساعة يومياً و(12) مدرسة تؤلف المجموعة الضابطة التي لم يكن فيها تقريباً توظيف للعب نشاطاً للتعلم 0

وكشفت نتائج مجموعة المدارس التجريبية عن مستويات متقدمة للنمو في جوانب شخصية الطفل كلها مقارنة بالمستويات الأقل التي ظهرت لدى المجموعة الضابطة إلى ما يأتي :

- نمو مهارة جمع المواد بحرص ودأب ( عند الطفل ) لكي يجعل منها شيئاً تعبيرياً يثير اهتمامه وشغفه

•- الرسم الحر بالأقلام والتعبير الحر عما يراود ( الطفل ) من أفكار في رسومه

- نمو مهارة الإجابة عن الأسئلة الموجهة إلى الأطفال وتكوين الجمل المفيدة والتعبير الحر المباشر عن أفكارهم

- نمو مهارة عقد علاقات قائمة على الصداقة والود مع الأطفال والكبار ممن لا يعرفونهم

- سلوك اجتماعي ناضج في علاقاتهم مع الأطفال الآخرين

-التمكن من مهارات الكتابة بسرعة ونظافة وإتقان

- القدرة على تركيز الانتباه على الأعمال المطلوب القيام بها من قبل الأطفال

- اكتساب مهارات جسمية حركية والإفادة من تدريبات الألعاب الرياضية

- الانتظام في إنجاز الأعمال والواجبات المطلوبة منهم بدقة وفي المواعيد المحددة 0

- زيادة الحصيلة اللغوية والقدرة على التعبير عن موضوعات معينة 0



وهكذا نرى أن اللعب يصبح وسيطاً تربوياً إذا خضع لأهداف تربوية محددة تحقق في إطار خبرات تربوية منظمة وفي هذه الحال يصبح للعب مدخل وظيفي لتعلم الأطفال تعلماً فعالاً

فمن خلال اللعب يستطيع الأطفال الاستقصاء والاكتشاف، مثل اختبار بعض النظريات، والتعرف إلى الأشكال والألوان، واكتشاف، مثل أخبار بعض النظريات، والتعرف إلى الأشكال والألوان، واكتشاف السبب والتأثير والعلاقات الاجتماعية والقيم العائلية

•- القيمة الاجتماعية :

إذ يتعلم من خلال اللعب كيف يبني علاقات مع الآخرين بنحو ناجح. إن اللعب يساعد على نمو الطفل من الناحية الاجتماعية ففي الألعاب الجماعية يتعلم الطفل النظام ويؤمن بروح الجماعة واحترامها ويدرك قيمة العمل الجماعي والمصلحة العامة 0 وإذا لم يمارس الطفل اللعب مع الأطفال الآخرين فإنه يصبح أنانياً ويميل إلى العدوان ويكره الآخرين لكنه بوساطة اللعب يستطيع أن يقيم علاقات جيدة ومتوازنة معهم وأن يحل ما يعترضه من مشكلات ( ضمن الإطار الجماعي ) وأن يتحرر من نزعة التمركز حول الذات

•- القيمة الخلقية :

حيث يتعلم الطفل مفهوم الخطأ والصواب والعدل والصدق.

يسهم اللعب في تكوين النظام الأخلاقي المعنوي لشخصية الطفل 0 فمن خلال اللعب يتعلم الطفل من الكبار معايير السلوك الخلقية كالعدل والصدق والأمانة وضبط النفس والصبر ،كما أن القدرة على الإحساس بشعور الآخرين " empathic ability " تنمو وتتطور من خلال العلاقات الاجتماعية التي يتعرض لها الطفل في السنوات الأولى من حياته،وإذا كان الطفل يتعلم في اللعب أن يميز بين الواقع والخيال فإن الطفل من خلال اللعب وفي سنوات الطفولة الأولى يظهر الإحساس بذاته كفرد مميز فيبدأ في تكوين صورة عن هذه الذات وإدراكها على نحو متميز عن ذوات الآخرين رغم اشتراكه معهم بعدة صفات
- القيمة الإبداعية :

حيث يجرّب أفكاره وينمي أساليبه حيث اللعب يولّد الإبداع والخيال، فبناء قصر من الرمل أو منزل صغير من عُلب الأحذية، أو ارتداء ملابس الأم أو الأب.. إلخ

تساعد على توسيع حدود عالم الطفل واختبار السعادة، عند تحويل ما كان خيالاً إلى واقع ، اللعب يساعد على تطوير مهارات الطفل في استخدام يديه وأصابعه، كما يساعد على التناسق بين اليد والعين، 

فخلال اللعب يستخدم الطفل يديه في بناء برج أو وضع قطع معاً، لرسم الصورة المطلوبة أو يصنع ألعاباً من المعجون... إلخ


-القيمة الذاتية :

إذ يحدد الطفل خلال اللعب إمكاناته وطاقاته
اللعب يساعد الطفل على أن يدرك عالمه الخارجي وكلما تقدم الطفل في العمر استطاع أن ينمي كثيراً من المهارات في أثناء ممارسته لألعاب وأنشطة معينة 0 ويلاحظ أن الألعاب التي يقوم فيها الطفل بالاستكشاف والتجميع وغيرها من أشكال اللعب الذي يميز مرحلة الطفولة المتأخرة تثري حياته العقلية بمعارف كثيرة عن العالم الذي يحيط به 0 يضاف إلى هذا ما تقدمه القراءة والرحلات والموسيقى والأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية من معارف جديدة 0 وفي إحدى الدراسات التي أجريت على أطفال الرياض والمدارس الابتدائية في بريطانيا في سن (4-7 ) سنوات لوحظ أن الأطفال الذين أبدوا اهتماماً خاصاً باللعب بالسفن وبنائها ونظام العمل فيها ازدادت حصيلتهم اللغوية 0
وخلاصة الأمر يجب تنظيم نشاط اللعب على أساس مبادئ التعلم القائم على حل المشكلات وتنمية روح الابتكار والإبداع عند الأطفال 0 فضلا عن أهميتها بالنسبة للطفل من الناحية الجسمية - من الناحية الجسمية :
اللعب نشاط حركي ضروري في حياة الطفل لأنه ينمي العضلات ويقوي الجسم ويصرف الطاقة الزائدة عند الطفل AURPLUS energy outlet 0 ويرى بعض العلماء أن هبوط مستوى اللياقة البدنية وهزال الجسم وتشوهاته هي بعض نتائج تقييد الحركة عند الطفل لأن البيوت الحالية المؤلفة من عدة طوابق قد حدت من نشاط الطفل وحركته فهو يحتاج إلى الركض والقفز والتسلق وهذا غير متوافر في الطوابق الضيقة المساحة فمن خلال اللعب يحقق الطفل التكامل بين وظائف الجسم الحركية والانفعالية والعقلية التي تتضمن التفكير والمحاكمات ويتدرب على تذوق الأشياء ويتعرف على لونها وحجمها وكيفية استخدامها


-القيمة العلاجية النفسية :

حيث يصرف عنه ذاته الشعور بالتوتر، كما يصرف ويتحرر من بعض القيود وقد استخدمت طريقة العلاج باللعب أو اللعب العلاجي " Play therapay " طريقة فعالة للعلاج النفسي بالنسبة للأطفال الذين يعانون من بعض المخاوف والتوترات النفسية 0 واستخدم فرويد اللعب طريقة في العلاج النفسي لأول مرة مع ابن صديق له كان يخاف من الخيول إذ قام الطفل هانز بتمثيل دور الحصان في ألعابه التلقائية لمرات متعددة وبعد ذلك تخلص من مخاوفه من الخيول التي أصبحت مألوفة له



-نظريات تفسير اللعب

وتعد العناية بالطفولة من الأمور التي تشغل بال الاجتماعيين والتربويين والاقتصاديين فهم شباب المستقبل ورجال الغد وثروة الأمة وعليهم يتوقف تطورها واستمرارها.

وقد قسم المربون مرحلة الطفولة إلى مراحل منها مرحلة الرضاعة ومرحلة الطفولة المبكرة ومرحلة الطفولة الوسطى ومرحلة الطفولة المتأخرة.

- نظرية الطاقة الفائضة

تعد من أقدم النظريات التي حاولت تفسير اللعب وترتبط باسهام شيلر وجهود ترى هذه النظرية (ان اللعب يحدث نتيجة للطاقة الفائضة والتي لا يحتاجها الفرد لذا الأطفال يلعبون أكثر من الكبار

- اللعب من وجهة نظر النظرية الإسلامية

اهتم الإسلام والتربية الإسلامية باللعب وأهميته في تربية الإنسان المسلم في مختلف مراحل نموه طفلا وشابا وكبيرا لأنها تستمد مبادئها وأفكارها من العقيدة الإسلامية التي تؤكد على تنمية الإنسان تنمية متكاملة وشاملة ومتوازنة في جوانب نموه الجسدية والعقلية والاجتماعية والوجدانية والنفسية والانفعالية

كان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يركز في توجيهاته إلى الإباء في تعليم الأبناء قائلا ( علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل )

تحقيقاً لقوله تعالى : {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }الأنفال60

عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( ارموا فأنا معكم كُلِّكُم )

أثر عن عمر - رضي الله عنه- : ( علموا أولادكم السباحة ، والرماية ومروهم فليثبوا على ظهور الخيل وثبا ) وقد قال الأمام علي ابن أي طالب عليه السلام ( إن القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف وقال أيضا ( روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فان القلب إذا اكره عمي )

كما نرى الخليفة عمر ابن الخطاب (رضي الله عنه) أكد على الاهتمام بتربية الطفل وتعلمه أكد على مبدأ اقتران التعلم باللعب حتى يون اللعب اثر في تنمية مواهب الطفل ثم تحقيق الفائدة المرجوة له

كما هو معروف تاريخيا كانت لعبة الكرة والصولجان يمارس من قبل كثير من الخلفاء والوزراء والولاة يلعبون كرة والصولجان في ميادين خاصة شيدت في قصورهم

أما أبو حامد الغزالي فيركز على مسؤولية وأهمية دور الأبوين في تربية وتنشئة أطفالهم فيقول في هذا "إن الصبي أمانة في عنق والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفسية خالية من كلّ نقش ومائل إلى كل ما يمال إليه ، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيّم والولي عليه.."

كما ينظر الغزالي إلى اللعب بقوله( ينبغي ان يؤذن الصبي بعد الانصراف من الكتاب ان يلعب لعبا جميلا يستريح إليه من تعب الكتب بحيث لا يتعب في اللعب فان منع الصبي من اللعب وإرهاقه إلى التعلم دائما يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه لعيش حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه لأساء ويتضح من هذا القول عمق إدراك المربين المسلمين من الوظيفة السيكولوجية للعب وأهميتها خاصة اللعب الهادف الجميل وليس اللعب القائم على اللهو والعبث وإضاعة الوقت والجهد بنشاطات غير مفيدة .

كما ان للعب فيه تربية للروح والجسد والعقل استخدم العرب كثير من الأساليب اللعب مع الطفل منها أسلوب التنافس المحمود بين الأطفال وهي من الأساليب المشجعة لما فيه من الفائدة لأجسامهم النامية ، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يجري المسابقات في الجري بين الأطفال كما كان وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم - حريصاً على اللعب مع الصغار ونَوَّع في اللعب معهم فمرّةً لعبهم بالجري ومره بالحمل على الظهر وغير ذلك. "

- نظرية الاستجمام : ترى هذه النظرية ان اللعب ما هو الا وسيلة لتجديد القوة المنهوكة واستعادة النشاط ويعد العالم الألماني لازاروس احد أنصار هذه النظرية .

- نظرية الاسترخاء

طور العالم باتريك نظرية الاستجمام التي سبقته وذلك من خلال التركيز على اللعب وان اللعب ناشئ عن الحاجة الى الاسترخاء ومن هنا هذه النظرية ترى ان اللعب نتيجة لحاجة الفرد الى النشاطات الحركية لإزالة التوتر ويعتبر اللعب احد وسائل الاسترخاء والراحة .



- اللعب من وجهة نظرية التحليل النفسي

تنطلق في تفسيرها للعب ونشاطاته وتطوره من مجموعة من الافتراضات وهي

- ان الألعاب التي يستخدمها الفرد ما هي إلا تعبيرات عن خبراته الداخلية

- حياة الإنسان سلسلة متكاملة من خبرات الماضي والحاضر ويستطيع الفرد عن طريق اللعب تحقيق الترابطات بين خبرات الماضي والحاضر

- ان اللعب تعبير عن المشاعر والانفعالات والرغبات

- تتطور أنماط السلوك ذات الصلة باللعب مع تطور نمو الطفل وتطور قدراتهم العقلية والاجتماعية والجسمية والانفعالية والسلوكية

- ان تحليل السلوك الإنساني ودراسته وفهمه بصورة جيدة يساعد على تعديل وتوجيه هذا السلوك

- كما يرى فرويد ان سلوك اللعب شانه شان أي سلوك أخر فقيمة السلوك وأهميته ترتبط بمقدار اللذة والمتعة والسرور التي ترافقه او تنجم عنه، وقد استخدمت طريقة العلاج باللعب أو اللعب العلاجي " Play therapay " طريقة فعالة للعلاج النفسي بالنسبة للأطفال الذين يعانون من بعض المخاوف والتوترات النفسية 0 واستخدم فرويد اللعب طريقة في العلاج النفسي لأول مرة مع ابن صديق له كان يخاف من الخيول إذ قام الطفل هانز بتمثيل دور الحصان في ألعابه التلقائية لمرات متعددة وبعد ذلك تخلص من مخاوفه من الخيول التي أصبحت مألوفة له.


- اللعب من وجهة نظر النظرية المعرفية

احتل اللعب مكانة مهمة لدى المختصين بالعلاج النفسي مثلا نأخذ وجهة نظر جان بياجيه يرى ان اللعب يشكل مؤشرا يدل على نمو الطفل ونضجة فضلا عن انه متطلب أساسي وضروري لحدوث النمو بجميع إشكاله وجوانبه العقلية والاجتماعية والانفعالية والجسمية والجنسية والوجدانية كما يرى ان اللعب هو أساس النمو العقلي وتطوره وبدونه لا يحدث النمو العقلي ولا يتطور

ونظرية بياجيه تقوم على عمليتين رئيسيتين هي التمثل والمواءمة وتشير التمثل إلى النشاط الذي يقوم به الطفل لتحويل ما يتلقاه من أشياء ومعلومات الى بنى خاصة به وتشكل جزء من ذاته وينظر بياجيه الى اللعب على انه تعبير عن نمو الطفل وإحدى متطلباته الأساسية وكل نوع من أنواع اللعب تربط بمرحلة معينة ويشير ايضا الى عدة أنواع من اللعب وهي

•- لعب السيادة Mastey play

اكتساب إحدى المهارات او القدرات حيث يتم الممارسة لهذه القدرات والمهارات واحدة تلو الأخرى من اجل تحقيق التفوق في هذه المهارات او القدرات

•- اللعب الرمزي Symbolic play

يشمل لعب التظاهر او الادعاء يظهر ما بين 2- 7 سنوات ويعكس الأطفال خلال لعبهم تمركز حول ذاتهم ويقدم الطفل الحقائق من خلال ذاته

•- اللعب المنظم Organized play

يبدا بعد عمر سبع سنوات ويكون الطفل قادرا على التفكير والتصرف بشكل موضوعي ويلتزم بالأصول والنظام مع مجموعة الأطفال المشاركين في اللعب

اما برونر يرى ان اللعب هو أداة النمو المعرفي وبناء الشخصية الاجتماعية المتكاملة للطفل بشكل خاص وللكائن الإنساني في مختلف مراحل النمو بشكل عام

اللعب الجماعي أمر ضروري لصحة الأطفال النفسية




أكدت الاختصاصية في سلوكيات الأطفال، ستيفاني كاراس، أن اندماج الصغار في صداقات واللعب بشكل جماعي أمر ضروري للصحة النفسية لهؤلاء الصغار، إلا أنها نصحت بالانتباه لبعض الملاحظات التي تبدو واضحة لدى بداية التحاق الصغار بالمدرسة أو الحضانة للمرة الأولى، حيث إن هناك التباسا بين بعض السلوكيات التي يمكنها أن تعكس لنا تصورا خاطئا حول الصغير، بحيث يكون طبيعيا جدا. إلا أن الأهل نتيجة رغبتهم في رؤيته أقرب إلى الكمال يضخمون بعض هذه السلوكيات..
وقالت ستيفاني "يمكننا أن نعرف من هو الطفل الذي لا يملك أي أصدقاء، والذي يجب رعايته من هذه الناحية؟. لابد هنا من ملاحظة شيئين، إما أنه دائما يميل إلى الوحدة واللعب بشكل منفرد، أو أنه يميل إلى ذلك في سن معينة. أي أنه قد بدأ يتغير في سلوكه".
وقالت إن "الحالة الأولى، تلاحظ بوضوح عند دخول الحضانة، وهي الفترة التي يجب أن يكون فيها الطفل اجتماعيا ميالا للعب مع الآخرين، وهذا يظهر في صراخه قبل الذهاب إلى المدرسة، وعدم اندماجه في مجموعات، وغالبا ما يقال عنه إنه خجول".
وأشارت إلى أهمية تشجيعه على الاندماج في هذه الحالة، وحثه على الاختلاط، وقبل كل شيء من المهم معرفة لماذا يرفض هذا الاندماج، وأيضا العمل على دمجه أولا في محيط البيت من خلال الحديث معه ومشاركته أفكاره وأسلوب لعبه، وفي حالة عدم الاستجابة هنا من المفضل الاستعانة بمساعدة طبيب مختص.
وأضافت ستيفاني أن الحالة الثانية التي ينطوي فيها الطفل على نفسه فجأة بعدما كان طبيعيا مع الآخرين، وهذا يحدث أكثر مع الفتيات، وهذا يمكن أن ينتج عقب مشاجرة جارحة تسبب كسرا في عملية التواصل مع الآخرين، وتبدأ عادة أيضا مع المدرسة وليس الحضانة، مشيرة إلى أنه تحدث أحيانا بعض المقارنات والتنافس تكون قاسية على نفسية الصغير، وهي نوع من الشعور بالهزيمة أو الاستسلام. ربما لهذا تصاب بها الفتيات أكثر، حيث البنون دائمين الانفتاح حتى على الألعاب الجماعية مثل كرة القدم.
ونصحت بالاقتراب من الأبناء وإقامة علاقة صحية معهم تمكن من معرفة السبب الحقيقي للمشكلة، ومن خلال مناقشتها وعلاجها يكون العمل على تقديم الدعم النفسي الذي يجنب الصدمات. حتى يكون أحدهم قادرا على مواجهتها،وهنا تنتهي هذه الفترة من العزلة، ويعود الصغير أو الصغيرة للاندماج مرة أخرى.
وقالت الاختصاصية في سلوكيات الأطفال إن في فترة المراهقة، تكون المسألة أصعب، والعلاقة بين الأهل والأبناء هي وحدها التي تحدد كيفية الحل،فمن دون صداقة حقيقية بين الأهل والأبناء لا يمكن معرفة أسباب العزلة، وبالتالي لا يمكن التوصل إلى حلول مناسبة. مشيرة إلى أن المراهق شديد الحساسية بطبعه لأي انتقاد أو وضع محرج، لأنه يشعر في هذه المرحلة السنية بأنه يكبر، بل إنه يبالغ في إظهار ذلك، وبالتالي أي حرج شديد أو هزيمة أمام من هم في سنه يمكنها دفعه إلى الابتعاد تجنبا للمزيد من الحرج.
وأوضحت أن فترة المراهقة هي بداية الانطلاق لكل شيء في هذه الحياة، سواء نحو الطريق السليم أو الوجهة الخطأ، والأشياء التي تبدو تافهة للأهل هي كبيرة جدا لدى الأبناء المراهقين، لذا لا يجب الاستهانة بما يعانون به من إحباط أو رغبة في الانطواء.
وذكرت ستيفاني أن السن الطبيعية التي يبدأ معها الطفل اكتساب صداقات أو ما يطلق عليه بعام الاندماج الحقيقي هو عام الالتحاق بالمدرسة، قبل ذلك رفاق الحضانة لا يعدون بالأصدقاء، وأن الطفل لا يندمج في مجموعات وهو صغير، ربما يلعب مع رفيق له وربما لا، حتى إن محاولات الكثير من الحضانات التربوية الجمع بين الصغار في ألعاب جماعية قد فشلت كلها، لأن الأطفال لا يندمجون بالمعنى المتعارف عليه في سن الحضانات، مشيرة إلى أن من بداية العام الدراسي الأول يبدأ الحكم الحقيقي والنفسي على الطفل.

اللعب الجماعي أفضل للطفل




ان اول نشاط للطفل هو الرضعة, ومن ثم فان حركاته ومناعاته, وتفاعله مع والدته ومداعبتها او مع اخوته, انما هو شكل بدائي للعب, ويتطور هذا النشاط مع نموه الذهني والعمري, فيصبح اللعب اكثر وضوحا وتعبيرا عن رغبة الطفل, وما عبثه باشياء البيت الا تعبيرا عن هذه الرغبة التي تتطور بحيث تلزم الام ان تبدأ بتوفير الالعاب المناسبة لعمره بدءا باللعبة المطاطية الصافرة, وحتى الالعاب الكهربائية فيما بعد.

وحسب نظرية التطور الاجتماعي, ونظرية ان الانسان مدني بطبعه فان الطفل حينما يدخل مرحلة الادراك والتمييز, يصبح بحاجة ملحة الى من يشاركه اللعب ويبادله نشوة الاستمتاع به. وليس صحيحا ما تقوله ام ما انها اغرقت طفلها بالالعاب وتركته وحده لممارسة هوايته بها, ففي هذه الحالة سيمل الطفل, خصوصا اذا كانت الالعاب من نفس النمط, وحتى لو تنوعت قليلا فانه ولعامل التكرار سيمل منها, ولكن علماء نفس الطفل يقولون بانه اذا تشارك الطفل مع طفل او اطفال اخرين في ممارسة هذه الالعاب فانه وشريكه او شركاؤه في اللعب سيستمتعون اكثر, ولن يملوا من الالعاب حتى لو تكررت او تشابهت, لان روح الجماعة اكثر تشويقا من الروح الفردية.

بماذا يمتاز اللعب الجماعي عن الفردي؟

اللعب الجماعي يوفر للطفل متعة افضل, ويكون لديه روح المنافسة والمهارة شعورا منه انه افضل من شريكه في اللعب.

يوفر اللعب الجماعي للطفل بداية لفن التواصل والاتصال مع الغير وهذا بحد ذاته يعتبر بداية لنشاطه الاجتماعي مع الغير.

اللعب الجماعي يجنب الطفل الوقوع في براثن الملل, فيصبح مع شريكه في اللعب اكثر حبا واستمتاعا بالالعاب التي بين يديه.

يوفر اللعب الجماعي للاطفال اكتساب وتبادل المهارات, فيمكن ان تكون لكل طفل طريقته الخاصة في التعامل مع الالعاب, وهنا تتوفر فرصة تبادل وتناقل المهارات بين الاطفال المشتركين باللعب.

يؤسس اللعب الجماعي للاطفال بداية لروح الفريق, ففي حالة بناء هرم من المكعبات مثلا او منزلا من المكعبات اللاصقة, فان كلا الطفلين او مجموعة الاطفال سيشعرون بأنهم مكملون لبعضهم في انجاز هذا الهرم او ذاك المنزل, ويتكون لديهم وينمو شعور التعاون.

ويوفر اللعب الجماعي مناخا لبناء الصداقات الصغيرة والبريئة فيما بين الاطفال, مما يتيح لهم بداية حميدة لبناء الصداقات مستقبلا اثناء شبابهم ورجولتهم.

ومن حيث الجانب الذهني فان اللعب الجماعي ينشط الملكة الذهنية والعقلية ويوفر بداية للابداع والتفكير واستعمال القدرة العقلية بشكل منطقي افضل من ممارسة اللعب الفردي, كما ان اللعب يعتبر من الرياضات العقلية الضرورية للطفل حتى يشغل وينشط منظومة الاعصاب في خلايا الدماغ.

ان الاطفال, واضافة الى سد حاجاتهم الاساسية كالطعام والشراب واللباس والامان, بحاجة, بل هم بفطرتهم ميالون للعب, وعلينا ان لا نمنع هذه الحاجة وان لا نكبت تلك الفطرة التي خلقوا بها, وان اللعب الجماعي ليس مقصورا على الاطفال البشر, فلننظر الى صغار الحيوان كيف تمارس اللعب الجماعي, فهل نستكثره على الاطفال؟

ولكن: يجب ان تنظم الام او الاب اوقات اللعب لاطفالهم بحيث لا تتعارض مع الواجبات المدرسية, فعالم اليوم يعج بالعاب الفيديو, والاتاري, وغيرها الكثير من الالعاب الاكترونية. لذا على الاهل ان يخصصوا ويقننوا اوقات اللعب بحيث لا تطغى على حياة الاطفال فتلهيهم حتى عن طعامهم والاهتمام بانفسهم نظرا للتشويق الذي تحتويه الالعاب الحديثة, وكذلك بالتحاور مع الطفل حول اهمية التعلم والمدرسة كأولوية كذلك الصحة واللعب, فانه بالتحاور المقنع سيستوعب هذه الاولويات وسيستجيب للنظام الذي تحدده له امه او ابوه, فيصبح فيما بعد منطقيا, وحسن الادراك والتميز لهذه الاولويات.. وبهذا يستقيم نموه العقلي والعاطفي ويصبح اكثر انسجاما مع نفسه والاخرين.