الثلاثاء، 6 مايو 2014

اللعب الجماعي أمر ضروري لصحة الأطفال النفسية




أكدت الاختصاصية في سلوكيات الأطفال، ستيفاني كاراس، أن اندماج الصغار في صداقات واللعب بشكل جماعي أمر ضروري للصحة النفسية لهؤلاء الصغار، إلا أنها نصحت بالانتباه لبعض الملاحظات التي تبدو واضحة لدى بداية التحاق الصغار بالمدرسة أو الحضانة للمرة الأولى، حيث إن هناك التباسا بين بعض السلوكيات التي يمكنها أن تعكس لنا تصورا خاطئا حول الصغير، بحيث يكون طبيعيا جدا. إلا أن الأهل نتيجة رغبتهم في رؤيته أقرب إلى الكمال يضخمون بعض هذه السلوكيات..
وقالت ستيفاني "يمكننا أن نعرف من هو الطفل الذي لا يملك أي أصدقاء، والذي يجب رعايته من هذه الناحية؟. لابد هنا من ملاحظة شيئين، إما أنه دائما يميل إلى الوحدة واللعب بشكل منفرد، أو أنه يميل إلى ذلك في سن معينة. أي أنه قد بدأ يتغير في سلوكه".
وقالت إن "الحالة الأولى، تلاحظ بوضوح عند دخول الحضانة، وهي الفترة التي يجب أن يكون فيها الطفل اجتماعيا ميالا للعب مع الآخرين، وهذا يظهر في صراخه قبل الذهاب إلى المدرسة، وعدم اندماجه في مجموعات، وغالبا ما يقال عنه إنه خجول".
وأشارت إلى أهمية تشجيعه على الاندماج في هذه الحالة، وحثه على الاختلاط، وقبل كل شيء من المهم معرفة لماذا يرفض هذا الاندماج، وأيضا العمل على دمجه أولا في محيط البيت من خلال الحديث معه ومشاركته أفكاره وأسلوب لعبه، وفي حالة عدم الاستجابة هنا من المفضل الاستعانة بمساعدة طبيب مختص.
وأضافت ستيفاني أن الحالة الثانية التي ينطوي فيها الطفل على نفسه فجأة بعدما كان طبيعيا مع الآخرين، وهذا يحدث أكثر مع الفتيات، وهذا يمكن أن ينتج عقب مشاجرة جارحة تسبب كسرا في عملية التواصل مع الآخرين، وتبدأ عادة أيضا مع المدرسة وليس الحضانة، مشيرة إلى أنه تحدث أحيانا بعض المقارنات والتنافس تكون قاسية على نفسية الصغير، وهي نوع من الشعور بالهزيمة أو الاستسلام. ربما لهذا تصاب بها الفتيات أكثر، حيث البنون دائمين الانفتاح حتى على الألعاب الجماعية مثل كرة القدم.
ونصحت بالاقتراب من الأبناء وإقامة علاقة صحية معهم تمكن من معرفة السبب الحقيقي للمشكلة، ومن خلال مناقشتها وعلاجها يكون العمل على تقديم الدعم النفسي الذي يجنب الصدمات. حتى يكون أحدهم قادرا على مواجهتها،وهنا تنتهي هذه الفترة من العزلة، ويعود الصغير أو الصغيرة للاندماج مرة أخرى.
وقالت الاختصاصية في سلوكيات الأطفال إن في فترة المراهقة، تكون المسألة أصعب، والعلاقة بين الأهل والأبناء هي وحدها التي تحدد كيفية الحل،فمن دون صداقة حقيقية بين الأهل والأبناء لا يمكن معرفة أسباب العزلة، وبالتالي لا يمكن التوصل إلى حلول مناسبة. مشيرة إلى أن المراهق شديد الحساسية بطبعه لأي انتقاد أو وضع محرج، لأنه يشعر في هذه المرحلة السنية بأنه يكبر، بل إنه يبالغ في إظهار ذلك، وبالتالي أي حرج شديد أو هزيمة أمام من هم في سنه يمكنها دفعه إلى الابتعاد تجنبا للمزيد من الحرج.
وأوضحت أن فترة المراهقة هي بداية الانطلاق لكل شيء في هذه الحياة، سواء نحو الطريق السليم أو الوجهة الخطأ، والأشياء التي تبدو تافهة للأهل هي كبيرة جدا لدى الأبناء المراهقين، لذا لا يجب الاستهانة بما يعانون به من إحباط أو رغبة في الانطواء.
وذكرت ستيفاني أن السن الطبيعية التي يبدأ معها الطفل اكتساب صداقات أو ما يطلق عليه بعام الاندماج الحقيقي هو عام الالتحاق بالمدرسة، قبل ذلك رفاق الحضانة لا يعدون بالأصدقاء، وأن الطفل لا يندمج في مجموعات وهو صغير، ربما يلعب مع رفيق له وربما لا، حتى إن محاولات الكثير من الحضانات التربوية الجمع بين الصغار في ألعاب جماعية قد فشلت كلها، لأن الأطفال لا يندمجون بالمعنى المتعارف عليه في سن الحضانات، مشيرة إلى أن من بداية العام الدراسي الأول يبدأ الحكم الحقيقي والنفسي على الطفل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق